الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة أمين شيبوب (مخرج جنون القايلة) سينمائي واعد قادم على مهل

نشر في  15 جوان 2017  (18:58)

تعرض القناة الوطنيّة خلال شهر رمضان مسلسلا تلفزيّا شيّقا مخصّصا للأطفال واليافعين في مضمونه لكنّه يستقطب كل الأجيال من حيث المشاهدة لحبكة حكايته  طرافتها ولحسن الإخراج.

"جنــون القايلــة" عمــل مــن إخــراج أميــن شــيبوب وســيناريو عــزة الســعدي وســامية عمامــي، وقامــت بتنفيــذ الإنتاج شــركة نيــو آيــدج للإنتاج بإشــراف أميــرة ميمونــي. ومهمــا اختلــفت دوافــع كل القائميــن علــى تحقيــق هــذا المشــروع، إلا أن الــرؤى توافقــت علــى إخــراج منتــوج تونســي مائــة بالمائــة، موجــه إلــى الأطفال وإلـى العائلـة التونسـية، خاصـة فـي ظـل التراجـع الكبيـر لهـذه البرامـج علـى الفضائيـات التونسـية. 
"جنون القايلة" قصّة أطفال يجتمعون ككل سنة في بيت بالمدينة العتيقة ” حومة الديوان” عند ” أمي فاطمة” الجدة التي تغمرهم بحنانها وعطائها المتواصل، ورغم ذلك ينفر الأطفال من هذا العالم البسيط لأنه يفتقر لكل مقومات الحياة العصرية لديهم: لاوجود للأنترنات، للWFI، للمطاعم والمقاهي التي يرتادونها لشراء مأكولاتهم ومشروباتهم الغازية...

جنـون القايلـة هـو عمـل تلفـزي ضخـم نســافر من خلاله فــي رحلــة رائعــة تأخذنــا إلــى المدينــة العتيقــة، صحبــة 5 أطفــال، أبنــاء عــم يقضــون العطلــة فــي بيــت جدتهــم، أيــن يخوضــون عــدة مغامــرات فــي عالــم مــن الغمــوض و الســحر و القــوى الخارقــة. فينطلقــون فــي رحلــة اكتشــاف لتاريخهــم و لســر عائلتهــم الــذي ســيكون ســلاحهم للدفــاع عــن تراثهــم.

رحلــة خاصــة تتميــز بالتواصــل بيــن الماضــي والحاضــر وتعكــس مــدى تعايــش الطفــل التونســي مــع واقعــه المعاصـر والزاخـر بـكل التطـورات التكنولوجيـة والعلميـة بطريقـة يتجسـد مـن خلالها التـوازن بيـن تاريخـه وحاضـره ومســتقبله. هـذا العمـل يعدّ فرصـة لإعادة شـد الطفـل التونسـي لشاشـته مـن خـلال حكايـة مـن العصـر الحديـث، تونسـية شـكلا و مضمونـا،و هي فرصة أيضا لضمـان فرجـة ممتعـة لـكل محبـي الأصالة و المغامـرة و أيضـا الغمـوض و الخيـال. عمل إبداعي التقت فيه الرؤى واختلفت الدوافع.
نجح المخرج "أمين شيبوب" في هذا العمل في استعمال مؤثرات بصرية وتقنيات عالية الجودة لضمــان المتعــة وســحر الفرجــة، بتقنيــات عاليــة الجــودة فــي التصويــر واعتمــد مؤثــرات بصريــة لخلــق انطبــاع حســي يشــكل عالمــا بــروح » Disney .»كمــا أضفــت هــذه المؤثــرات علــى المشــاهد بصمــة مــن الخيــال والغموض تساعد على النفاذ إلى عالم المغامرة والخرافات.

أمين شيبوب مخرج شاب من مواليد 1982 متمكّنّ من فنّه درس السّينما في اكبر المعاهد المختصّة بفرنسا و منذ عودته لتونس بدا في فرض نفسه على السّاحة السّينمائيّة من خلال أفلامه القصيرة ففي سنة 2006 قدّم فيلم "وفي الأثناء" "contretemps" في إطار التجربة التي أشرف عليها ابراهيم اللّطيف "عشرة أفلام قصيرة عشرة نظرات" و في سنة 2009 قدّم تجربته الثانية "obsession" وفي سنة 2011 قدّم تجربة جديدة بعنوان "علاش أنا" "pourquoi moi" و في سنة 2012 كانت له اوّل تجربة مع القناة الوطنيّة بسلسلة "العيشة فن" انتقل بعدها إلى تجربة جديدة قدّمها سنة 2013 بعنوان "مقاومة" "resistance" و هو يعدّ هذه الأيّام لإنجاز اوّل أفلامه الطويلة بعنوان "لعبة الملوك" الحاصل على منحة إعادة الكتابة من لجنة دعم السّينما في تونس..
أمين شيبوب هو من السّينمائيين الشبّان الذين أثروا خزينة الأفلام التّونسيّة بأشرطة قصيرة متميّزة تبشّر بموجة جديدة في السّينما التّونسيّة و هذا أمر مطلوب و مهمّ لانّ كل شئ تغيّر في تونس و العالم و على السّينما ان تساير ذلك و على هذا الجيل أن يعبّر عن نفسه كجيل جديد واعد و قادم بخطى ثابتة..
عرفت شخصيّا أمين شيبوب بدار الثّقافة دوار هيشر لمّا عمل إلى جانب السّينمائي المنصف ذويب كمساعد مخرج في فيلم "التلفزة جات"  لمست فيه حيويّة الشّباب وعين الفنّان..

منير الفلّاح